اختيار الطائر يُفضّل إن كان المُربّي مُبتدئاً أن يختار الكناري العادي، والابتعاد في البداية عن الأنواع الأوروبيّة غالية الثّمن؛ وذلك لأنّها تحتاج إلى عناية خاصّة أكثر من النّوع العادي، ويجب أن يمتلك المُربّي الخبرة في ذلك، ثمّ بعد ذلك بإمكانه التنوّع أكثر في تربية طيور الكناري التي يُحبّ اقتنائها. ولمعرفة أفضل طيور الكناري، فإنّ طير الكناري الجيّد يملك عيوناُ برّاقة ولامعة، ويتحرّك في القفص كثيراً، كما أنّه طير مُغرّد وصوته عالٍ، ويكون جناحاه وذيله مُكتملَين، ولا يوجد ريشاً ساقطاً منه في قفصه، كما يكون ريشه نظيفاً، وأصابع قدميه سليمة خالية من النّتوءات اللحميّة. مكان وضع الكناري يجب الحرص على وضع طيور الكناري في مكان هادئ ومُرتفع بعيداً عن متناول أيدي الأطفال والحيوانات الأخرى كالقطط والكلاب، وأن تكون درجة حرارة الغرفة مُعتدلة لا باردة ولا حارّة، كما تكون الإضاءة جيّدة ومتوازنة لا عالية ولا مُنخفضة جدّاً، بالإضافة إلى توفير جوّ صحّي في الغرفة التي يُوضع فيها الطّير، ويكون بعيداً عن السّجائر وروائح الأكل أو الرّوائح القويّة الأُخرى. كما يُنصح بإبعاده عن مجرى الرّياح إذا كانت شديدة؛ حتى لا يتعرّض للفحات الهواء، ومن الضروريّ قصّ أظافر الكنارات عند بلوغها طولاً غير اعتياديّ؛ لأنها تُعيق عملية التّزاوج، وتخريب العش، أو حتى تكسير البيض.[١] الحرارة جاءت طيور الكناري من بلاد حارّة، لذلك يجب الحفاظ على هذه الخاصيّة لبقاء استمرارية هذا الطائر. وعملية نقله من منطقة باردة لحارّة والعكس قد تُسبّب له بضغط يؤدي إلى وفاته، لذلك، تغيير الحرارة يجب أن يكون بالتّدريج على ألّا تنقص عن 15 درجة مئويّة، ولا تزيد عن 25، والحرارة الزّائدة قد تُسبّب الوفاة لهذا الطائر.[٢] الكنار المُغذَّى جيّداً والذي يملك دهوناً أكثر له قدرة أكبر على تحمُّل البرودة، لكن زيادة دهونه في منطقة مُعتدلة الحرارة قد تُسبّب المرض له. أشعة الشّمس المباشرة، وخاصّةً بالصّيف، قد يُسبّب له ضربة شمس ونزيف دماغيّ لا علاج له، أو قد يُسبّب الوفاة. لذلك إذا تمّ وضع القفص بالخارج يجب وضعه في منطقة بعيدة عن أشعة الشّمس المباشرة.[٢] الإضاءة يعتقد بعض العلماء أنّ الإضاءة أهمّ من الحرارة بالنسبة للكنار؛ لأنّها تلعب دوراً مُهمّاً في النّشاط الحيويّ والجنسيّ للكنار، فإذا استمرّت الإضاءة ليلاً نهاراً على الطّائر ستُضعفه وتؤدّي إلى اضطرابِ في نظامه الحيويّ وخاصةً عند الأنثى. لذلك يجب على مُربّي الكنار وضع الطّائر في غُرفة مُعتمة خلال اللّيل، وإبعاد أيّ إضاءة اصطناعيّة عنه، وعدم ازعاجه.[٢] الكنار ينام غالباً على قُضبان القفص وعلى الأرضية أحياناً، ويُلاحَظ وضع الأنثى رأسها في الرّيش على ظهرها خلال النّوم لينحصر تنفُّسها الدافئ داخل الرّيش، وكذلك تُساعد على حجب الضّوء عن عيون الكنار فينام دون ازعاج.[٢] تزاوج الكناري عند تربية للكناري لا يُشترط تزاوُج طيور الكناري معاً حتّى يستطيعوا أن يعيشوا أطول فترة مُمكنة، كما أنّه بالإمكان الاستمتاع بأصوات الطّيور المُغرّدة والمُريحة دون أن تُفكّر في هذا الأمر. وعند شراء طيور الكناري يُفضّل في البداية تربية طير الكناري الذكر أوّلاً، وبعد الاعتياد على وجوده يُمكن شراء طير كناري آخر أنثى. وليس كل أنثى تقبل بالزّواج من أي ذكر مهما بلغت قوّته؛ لأن ذوقها يلعب دوراً مُهمّاً في اختيار الزّوج المُناسب وخاصةً عند تعدّد الذّكور.[١] تلعب كميّة الغذاء الذي تناولته الأم أثناء حملها للبيض دوراً مُهمّاً جدّاً بحجم الطّائر، وطريقة غذائه، واستهلاكه للطّعام مُستقبلاً. فمن خلال دراسة بجامعة كامبريدج فإنّ الأم تُرسل رسائل هرمونيّة للبيضة لإخبارها بظروف حياتها المُنتظرة وكميّة الغذاء المُتوفّر لها.[٣] غذاء وشراب الكناري أمّا فيما يتعلّق بإطعام طيور الكناري فالأفضل تقديم الحبوب بصورة مُعتدلة وبكامل العناصر الرئيسيّة والفيتامينات، لكن الإكثار من إطعامها قد يُضرّ بها. كما يمكن إطعام الكناري أيضاً القليل من البيض المسلوق غير المُقشّر، بالإضافة إلى الخضراوات الخضراء كالخسّ، والجرجير، والبقلة، والتّفاح كذلك، كما ويمكن للطّيور أيضاً أن تأكل فُتات الخبز.[٤] مراحل حياة الكناري يمرّ الكناري في حياته السنويّة بأربعة مراحل مُتغيّرة، وهي: مرحلة القلش، ثمّ مرحلة الرّاحة، ثمّ مرحلة التّجهيز، ثمّ مرحلة التّزاوج. يبدأ موسم التّزاوج لدى طيور الكناري في أوائل فصل الرّبيع وتنتهي بنهايته. الشّرط الأول والأهمّ في مرحلة التّزاوج الذي يجب أن يتحلّى به المُربّي وهو الصّبر وعدم الاستعجال في رؤية النّتائج. في هذه المرحلة يُطلب من المُربّي توفير البيئة المناسبة للتّزاوج، حيث يجب أن يضع القفص في مكان معزول، وجيّد التّهوئة مع القليل من أشعة الشّمس، كما يُفضّل وجود فيها بعض المراوح في المناطق الحارّة.